رغم عرضها 200 مليون دولار وصفقة مقابل تنازل رواندا.. الجزائر تُمنى بهزيمة دبلوماسية في صراعها على مقر وكالة الأدوية الإفريقية
تلقت الدبلوماسية الجزائرية صفعة قوية داخل الاتحاد الإفريقي مجددا، وهذه المرة عندما نزلت بكل ثقلها في محاولة لاحتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية، إذ ذهبت أصوات الدول المشاركة في الدورة الـ41 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المجتمع في لوساكا عاصمة زامبيا، لجمهورية رواندا التي ظلت مصرة على ترشيحها على الرغم من دخول وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة في محاولات مباشرة لدفعها للانسحاب مقابل دعمها لرؤس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات.
وكان الاجتماع المنعقد يومي 14 و15 يونيو الجاري، حاسما لاختيار الدولة التي ستحتضن مقر الوكالة، لذلك حضرت الجزائر بثقلها الدبلوماسي في وفد يترأسه لعمامرة، في محاولة للحصول على أصوات الدول الأعضاء على الرغم من أن فريق التقييم التابع للمفوضية الإفريقية كان قد وضع رواندا في صدارة الدول المرشحة باعتبارها الأكثر جاهزية، غير أن الجزائريين أصروا على عدم التوافق والمرور إلى التصويت معولين على الضغط الدبلوماسي و"صفقات" اللحظة الأخيرة.
وبالفعل، فقط ذكرت تقارير إفريقية أن الجزائر لجأت إلى عرض الأموال من أجل الظفر بالأصوات، حيث قالت إنها ستُقدم دعما ماليا بقيمة 200 مليون دولار والتكفل بجميع مصاريف تشغيل المقر خلال أول سنتين، الأمر الذي لم يلقَ قبولا بين الدول الأعضاء، ليتجه وزير خارجيتها رأسا إلى الوفد الرواندي مطالبا إياه بالانسحاب مقابل دعم مرشحه للوصول إلى منصب المدير العام للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وهو ما رفضه الوفد أيضا.
ووفق التقارير نفسها فإن التصرفات الجزائرية كان لها مفعول عكسي لدى الدول الأعضاء حيث اعتبرت محاولاتها الدخول في صفقة مع رواندا "إهانة" لهذه الأخيرة، كما اعتبرت أن الدبلوماسيين الجزائريين لجؤوا إلى أساليب غير أخلاقية وإلى "تخويف" خصومهم، وأبرزت تلك التقارير أن ما جرى يكشف التراجع الكبير في قدرة الجزائريين على التأثير داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، على الرغم من رهانهم على كل شيء من أجل احتضان مقر وكالة الأدوية.
وكان المغرب قد صادق على معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية التابعة للاتحاد الإفريقي، في أبريل الماضي بمقر المنظمة الإفريقية بأديس أبابا، وقال محمد العروشي، السفير المندوب الدائم للمملكة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا والأمم المتحدة، إن الوكالة هي إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقها القادة الأفارقة خلال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي في 11 فبراير 2019 في أديس أبابا، بهدف المساهمة بشكل فعال في تعزيز التكامل الأفريقي وتحقيق أهداف الأجندة القارية 2063، خاصة وأن القارة الأفريقية ليست محصنة بعد ضد وباء كوفيد 19.